صاحبة فضية ريو في رفع الأثقال تطمح بتكرار انجازها في طوكيو 2020
تشرين الثاني 25, 2016
"امي وابو غوش كانوا معي في اللحظات الاخير"
" فخورة جدا بانجازي في ريو وأطمح بتكرار ذلك الانجاز بالذهب في أولمبياد طوكيو"
لم يكن يدور في خلد تلك الفتاة البدوية ثروت الحجاج بأن لقائها بأمين عام الاتحاد الاردني للمعاقين صدفةً سيكون نقطة تحول في حياتها وان الاحداث ستدور لتصل بها ان تكون بطلة اولمبية ومثال يحتذى به وفخر لعائلتها والاردن عامة .
ثروت تيسير الحجاج صاحبة ال43 عاما والمنتسبة لجهاز الامن العام وبطلة الاردن وصاحبة الميدالية الفضية في العاب بارالمبيك ريو 2016 في رفع الاثقال كانت ضيفة موقع اللجنة الاولمبية وتحدثت لنا عن نفسها وعن انجازاتها الرياضية .
دخلت بطلتنا الحجاج الرياضة عن طريق الصدفة ففي عام 1989 بينما هي في مستشفى يوسف الكرمي تتلقى العلاج وكان يوم الثلاثاء بالتحديد وكان هذا اليوم مخصص لاقامة انشطة رياضية في المستشفى التقت ثروت بأمين عام الاتحاد الاردني لرياضة المعاقين انذاك واقترح عليها المشاركة بهذه الانشطة كما عرض عليها المجئ للاتحاد ومشاهدة الانشطة التي يقوم بها الاتحاد لعلها تجد الفكرة مناسبة لها ، وبالفعل وفي نهاية العام وبعد خروجها من المستشفى ذهبت الى مقر الاتحاد وتقول ثروت " لقد دهشت عندما رأيت اشخاصا يعانون من اعاقات اصعب من اعاقتي بكثير يمارسون الرياضة " واضافت " كان هذا الشئ جديد بالنسبة لي فانا من منطقة نائية ولم اكن اعلم ابداً بوجود مثل هذا الشئ " .
ومنذ هذا التاريخ بدأت قصة الحجاج مع الرياضة فقد مارست رياضة كرة السلة لفترات متقطعة وفي عام 1991 تم اختيار ثروت لتمثيل المنتخب الاردني لكرة السلة للمعاقين في بطولة دولية الا أن العائلة رقضت سفرها فلم تشارك في تلك الدورة ، لكنها استمرت في ممارسة كرة السلة لمدة ثلاث سنوات الا ان نشاطها الواضح لفت انظار السيد جاسر نويران الذي عرض عليها ممارسة ألعاب القوى وبدأت ممارسة ثلاثة العاب هي رمي الجلة والقرص والرمح وكانت اول مشاركة لها في دورة الوفاء للحسين عام 1999 والتي اقيمت على هامش الدورة العربية واحرزت وقتها ثلاثة ميداليات فضية في ثلاثة العاب مختلفة هي رمي القرص والجلة والرمح .
وكان الحلم الاولمبي يراود بطلتنا دوما فشاركت في اولمبياد اثينا عام 2004 و حال دمج الفئات للعبة رمي الجلة نظرا لقلة المشاركين في تلك الالعاب بينها وبين الميدالية الفضية اذ احرزت المركز الثاني لفئتها والمركز الرابع على الفئات المدجة فقدت الظهور على منصات التتويج وقتها ، ومن ثم قررت تغيير فئتها الى الفئة 42 وهي الفئة المخصصة للرياضيين الجالسين على الكراسي المتحركة وشاركت في العاب بكين الا انها لم تحرز اي مراكز متقدمة لعدم تعودها على الكرسي المتحرك ، وبالرغم من ذلك لم تلن عزيمة البطلة واستمرت ساعية وراء حلمها بتحقيق انجاز اولمبي ومرة اخرى ينصحها جاسر نويران بأن تمارس لعبة رفع الاثقال نظرا لبنائها الجسدي المناسب وكان هذا في عام 2010 وقبيل العاب لندن تعرضت لكسر في رجلها منعها من المشاركة وتقول الحجاج " بعد لندن بدأ التحدي بيني وبين نفسي بأن اكون في العاب ريو والحمد الله تأهلت عن طريق التصنيف العالمي وعن المركز الثالث على العالم ، وشاركت في العاب ريو والحمد الله احرزت الميدالية الفضية وحققت الحلم الذي راودني طويلاً .
وعن الانجاز تقول الحجاج " في كل عام وانا ارى موظفين اللجنة يأتون ويجرون مقابلات مع اللاعبين المرشحين لجوائز السوسنة السوداء وانا اقول في نفسي سيأتي اليوم الذي ساكون انا في هذا الموقف ، وكان لمشاهدتي زميلي احمد ابو غوش يحقق الميدالية الذهبية في ريو والقوة التي حققها الملاكم حسين عشيش في تلك الالعاب الاثر الكبير في الدافع النفسي وجعلني اقول في نفسي هل يمكنني تحقيق ميدالية اولمبية فقد الهماني الفوز واعطاني الدافع ، وفي رفعتي الاخيرة التي حققت فيها الميدالية الفضية اغمت عيني فرأيت امي تدعوا لي ورأيت لخظات فوز ابو غوش فتملكتني قوة غريبة جعلتني ارفع الوزن المطلوب واحقق الميدالية .
وتضيف الحجاج بأن اكثر ما فاجأها بعد الفوز استقبال عائلتها لها واكثر ما افرحها ان كل الناس كانوا يهنئون والدها الرجل البسيط بهذا الفوز وكان فخوراً جداً بهذا .
وتخطط بطلتنا للتواجد في بارالمبيك طوكيو وتقول " اريد الذهب في طوكيو ، لقد كان بيني وبين الذهب في لريو 10 كلغم فقط ، بالتدريب الصحيح استطيع الوصول للذهب " .
وتؤمن الحجاج بأن الاعاقة ليست موجودة في الاجسام انما تكون موجودة في التفكير ، وتوجه رسالة لكل فتاة بأن تمارس الرياضة وتعمل لتحقيق احلامها مهما كانت .
ووجهت ثروت شكرها لسمو الامراء رعد ين زيد الاب الروحي لرياضة المعاقين وسمو الامير مرعد بن رعد والامير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية واسرة الاتحاد .
وفي نهاية اللقاء وجهت ثروت الحجاج كلمة للاهالي الذين لديهم ابناء يعانون اعاقة لت يعتنوا بهم وان يعاملوهم على انهم اناس قادرين على الانجاز .