" لا تدع السكري يمنعك من ممارسة الرياضة "
تشرين الثاني 15, 2015
يصادف يوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من كل سنة يوم السكري العالمي ، حيث يقف يتضامن العالم مع مرضى السكري وتنادي المنظمان من شتى الاهتمامات بضرورة الوقاية منه أو التعايش على أنه مرض من خلال اتخاذ العديد من الاجرائية التي تحد من خطورته. موقع اللجنة الأولمبية الأردنية التقى بواحده من الشخصيات الملهمة في المجتمع الأردني الرياضي والتي اتخذت من مرض السكري أداة لصعودها الى سلم النجاح.
هبة رحال ، صاحبت ال 38 عاما ، تمتلك قاعدة رياضة ممتازه حيث سبق وأن لعبت هبة رياضة المبارزة ، ومارست العديد من المهن في المجال الرياضي أوضحت أن اصابتها بمرض السكري " النوع الأول" لم يثبط من عزيمتها ونظرتها المستقبلية بل انها حولت المرض الى تحدي كي تتقدم أكثر من منظور ايجابي.
ان توقها للحياة ومشاركة خبرتها في محاربة المرض ستساعد الكثير كما هو الحال بالنسبة لها ، حيث أن هبة بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة بمساعدة الناس وخصوصا الأطفال الذين يعانون من مرض السكري وكيفية أنه يمكن للمريض أن يتعايش معه دون أن يؤثر على حياته.
وتحدثت هبة قائلة " ان العيش مع مرض السكري هو تحدي من ضمن جملة من التحديات التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية ، لا يمكن أبدا أن نبقى على القمة ، وهذا شيء عادي ، حيث أن الجوهر هو أن تعيش الحياة بكل معانيها وأن تقبل أي تحد تتعرض له بابتسامة عريضة وطريقة ايجابية وبدون أي معوقات ."
هبة كانت قد بدأت بممارسة الرياضة منذ سن مبكرة في المدرسة ، لتكبر هبة محبة ومحترفة لرياضة كرة الطائرة وألعاب القوى أثناء المدرسة والجامعة حيث حققت العديد من الميداليات على المستوى المحلي ، ومن ثم اتضح ان هبة لديها موهبة في رياضة المبارزة حيث تم اختيارها لتمثيل المنتخب الوطني حيث حصدت العديد من الميداليات بألوانها الثلاث على المستوى المحلى وتوجت انجازاتها ببرونزية دورة الألعاب العربية التي أقيمت في عمان عام 1999.
وقد قادها شغفها بالرياضة الى دراسة تخصص التربية الرياضية ومن ثم العمل في برنامج تدريب المدربين الوطنيين مع اللجنة الأولمبية الأردنية كمحاضر ومن ثم تم ترشيحها لنيل منحة الماجستير في إدارة المنظمات الرياضية وحصلت عليه. تعشق هبه القراءة والكتابة بعيدا عن عن ساحات المشاركة الأمر الذي جعل منها تتخذ من متخصصة تدقيق لغة انجليزية وظيفة لها.
هبة التي أكدت أنها تؤمن بقول " دع ما تفعله يسير حسب ما تحب " وأنه هذا القول يحفزها دائما في حياتها حيث أصيبت بمرض السكري بعد حصولها على برونزية دورة الألعاب العربية وتحديدا في عمر ال 22 بعد تخرجها عام 1999 ، حيث أكدت هبه أن الخبر كان صادم حتى بالنسبة للأطباء الذين أكدوا على خلو العائلة من المرض اضافة الى الحالة الصحية والبدنية الجيدة التي كانت تمر بها هبه في تلك الأيام.
قرارها كان صارما ، وهو أن تكمل مسيرتها في الشيء الذي كانت مقبله عليه ، لم تتردد هبه في اكمال ما بدأت به وأصرت على اكمال مسيرتها الرياضية بالرغم من اصابتها بالمرض ، لم تكن تعرف أي شيء عن المرض قبل اصابتها به ، لكن قرأت وتعلمت كل شيء عن مرض السكري حتى تتعلم كيفية التعايش معه بايجابية دون أن يثبط عزيمتها عن تحقيق الأهداف التي رسمتها هبة لنفسها في ذلك الوقت. ولأنها منفتحه في الحديث عن مرضها ، لم تتردد هبة في مشاطرة خبرتها عن المرض آملة أن تكون تجربتها بمثابة الدعم والالهام للأطفال المصابين بالسكري في المجتمع الأردني وحتى العربي وذلك من خلال المشاركة في معسكرات الأطفال أو أي فعالية تخص السكري لتتحدث وتشارك خبرتها للأطفال وكيف يمكن أن يتعايش المصاب مع مرض السكري.
رسالتها كانت ومازالت مرسومه في ذهن من قابلها وهي " تستطيع أن تفعل ما تريد" و " بامكانك أن تعيش حياة طبيعية وأن تمارس الرياضة بشكل طبيعي". حيث أن هبة مؤمنه أن مرضى السكري يمكن أن يتعايشوا مع المرض بشكل أكثر صحيا من خلال ممارسة الرياضة مؤكدة في نفس الوقت رسالتها الثالثة " لا تدع مرض السكري يشكل عائقا أمامك".
يذكر أن هبة كانت قد اختيرت كسفيرة الأردن لبرنامج " قصتي مع السكري" لتقديم الدعم للمصابين بمرض السكري ولمساعدتهم في المحافظة على مستوى اللياقة البدنية وممارسة الرياضة والحياة الصحية للسيطرة أكثر على مستوى المرض في أجسامهم. وتؤمن هبة بأن هذا المبادرة تأتي في طليعة اهتماماتها حيث تساعد على نشر برنامج " قصتي مع مرض السكري" على صفحات الأنترنت لتصل الى أكبر عدد ممكن من الناس وذلك بغية تحقيق الدعم المطلوب لمرضى السكري.
وختمت هبة حديثها لموقع اللجنة قائلة " لا يهم ما هو التحدي الذي تواجهه في الحياة ، سواء كان مرض السكري أو غيره ، ما يهم هو طريقة تعاملنا مع هذا التحدي ومدى تقبلنا له."