ربي الصايغ : الجوجيتسو غيرت حياتي
تشرين الثاني 17, 2017
كانت تعلم ربى الصايغ أن ممارستها لرياضة الجوجيتسو لن تكون بالأمر السهل ، فهي بحاجة إلى الكثير من العزيمة والإصرار لتتخطى العقبات التي ستقف أمام أحلامها ومساعيها للوصول إلى المجد في الجوجيتسو.
لم يكن هنالك الكثير من السيدات اللواتي يمارسن الجوجيتسو عندما اقتحمت "الصايغ" هذه الرياضة عام ٢٠١٠ ، ولعل هذا كان أول تحدٍ بالنسبة للاعبة المنتخب الوطني في التأقلم مع هذه الرياضة الذي يهيمن عليها الرجال، وهذا ما أخبرتتا به "ربى" عندما التقت بها اللجنة الأولمبية الأردنية مؤخراً.
"بدأت بممارسة الجوجيتسو في منتصف عام ٢٠١٠ ، رفقة صديقتي رنا قبج تحت قيادة المدرب سامي الجمل ، البداية لم تكن سهلة كما قد يتخيلها البعض ، حيث كنت أنا ورنا الفتاتين الوحيدتين اللتان تدربان في النادي من بين مجموعة كبيرة من الرجال ، لكن بعد أسبوعين انضمت فتاتان آخريان إلى فريق السيدات مما ساهم في جعل الأجواء أفضل بالنسبة لنا وزملائنا الرجال اعتادوا بعد ذلك على رؤية العديد من الفتيات اللواتي يتدربن إلى جانبهم".
لعل أهم ما تفكر به الفتاة لحظة اختيارها لرياضة قتالية لممارستها هي نظرة المجتمع لها باعتبار هذا النوع من الرياضات لا يجذب النساء عادةً لكن "ربى" تعتقد أنه في الوقت الحالي بات هذا الموضوع أكثر تقبلاً في المجتمع الأردني خاصةً مع الانجازات التي تحققت من قِبل لاعبات يمارسن رياضات قتالية على اختلافها خلال السنوات القليلة الماضية.
تقول ربى الصايغ فيما يخص هذا الجانب :" ليس من السهل اقناع الناس بممارسة فتاة لرياضة قتالية الذي ينظر كونها حكراً على الرجال ، لكن لاحظتُ خلال السنوات القليلة الماضية أن الصورة قد تغيرت عند الكثير من الناس فيما يتعلق بممارسة المرأة للرياضات القتالية التي لها فوائد عظيمة جسدياً وعقلياً لكلا الجنسين ونحن نأمل في أن يستمر هذا التغيير".
وأضافت الصايغ :" في السنوات الأخيرة نسبة السيدات اللواتي يمارسن الجوجيتسو ارتفعت بشكلٍ ملحوظ ليس محلياً فقط بل أيضاً على المستوى الدولي وهذا يرفع من مستوى الحماس لدينا على ممارسة العمل لتطوير هذه الرياضة وتشجيع المزيد من النساء على ممارستها وهذا تحدٍ مثير لمجتمع الجوجيتسو بأكمله".
سألنا "ربى" عن أكثر ما يزعجها في رياضة الجوجيتسو فأجابت :" الإصابة هو الشبح الذي يطارد أي رياضي وخلال مسيرتي تعرضت لعدد من الإصابات بطبيعة الحال ، ومن أجل تتخطى هذه العقبات عليك أن تتحلى بثقة كبيرة ومعنويات مرتفعة".
في عام ٢٠١٢ أُخبرت "ربى" بمشاركتها في بطولة أوروبا المفتوحة وهي واحدةً من أكبر البطولات في الجوجيتسو ، وكانت هذه البطولة هي الأولى التي تشارك بها "الصايغ" خارج الأردن.
"كنت اشعر بنوع من الخوف في تلك اللحظة ، ما زلت هذه البطولة واحدة من أفضل التجارب في حياتي لأنها كانت له تأثير كبير في تطور مستواي وحصولي على المزيد من الثقة في الجوجيتسو".
تعتبر ربى أن رياضة الجوجيتسو كان لها أثر كبير في تغيير حياتها إلى الأفضل حيث تقول" هذه الرياضة غيرت حياتي ، أصبحت أكثر قوى وأكثر تركيزًا وثقة، وأكثر صبراً وشجاعة ، كل ذلك بفضل الجوجيتسو وكل يوم أسعى لأكون أفضل واتعلم المزيد من هذه الرياضة".
وصفت ربى الصايغ عام ٢٠١٧ "بالعظيم" كونها حققت خلالها أفضل إنجازاتها برياضة الجوجيتسو ، كانت البداية بترقيتها إلى الحزام البني إلى جانب فوزها بميداليتين برونزيتين في دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة في تركمانستان وذهبية بطولة تايلاند المفتوحة ضمن سلسلة الجراند سلام وفضية واخرى برونزية في بطولة زيورخ المفتوحة.
ورغم النجاحات الكثيرة التي حققتها "الصايغ" خلال السنوات القليلة الماضية غير أنها لا تزال تطمح بالمزيد ، وعندما سألناها عن حلمها أجابت :" أريد الفوز ببطولة العالم على مستوى الحزام الأسود والتي تقام كل عام في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، كما سيكون حلمي المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في حال أدرجت رياضة الجوجيتسو في دورة باريس عام ٢٠٢٤".