عندما يترجل الفارس ، يحيى أبو طبيخ
اذار 30, 2016
ارتبط اسمه برياضة المصارعة الأردنية ، وسطر في حروفها انجازات من ذهب ستبقى أجيال من الأطفال تذكرها ، تسيد آسيا خمس مرات ووضع رياضة المصارعة الأردنية على الخارطة . بعد أن أمضى خمس وعشرون سنة يتنقل بين بطولة وأخرى ويضع الانجازام أمام عينه وجد بطلنا أن الاعتال قد حان ، وأنه لا بد له من أن يكمل ما بدأه في مجال آخر. موقع اللجنة الأولمبية التقى بالبطل الأردني يحيى أبو طبيخ والذي أعلن نيته الاعتزال مؤخرا.
بدايته كانت في عام 1992 من خلال نادي الرائد ، والذي كان يرتاده ذلك البطل الصغير لممارسة كمال الأجسام حيث تحدث قائلا " لقد تغير كل شيء عندما رأيت رياضة المصارعة ، وبالفعل بدأت أمارسها بعد أن أحببتها حتى تم انتقائي لتمثيل المنتخب في سن السادسة عشر ، وفي سن الثامنة عشر وفي عام 1999 تحديدا شاركت المنتخب أول بطولة خارجية وكانت دورة الحسين فحققت الميدالية الذهبية وكنت أصغر لاعب في البطولة انذاك."
لم تسعف بطلنا الذكريات بقدر ما جرجر ورائها ابتسامات جعلته يستذكر ايامه لمعشوقته رياضة المصارعة واستطرد في حديثه قائلا " لا يمكنني أن أنسى أي لحظة عشتها أثناء مسيرتي في رياضة المصارعة ، لهذا لن أتخلى عن هذه الرياضة."
أبو طبيخ ، وجه المصارعة الأردنية تذكر انجازاته الا أنه لم يخفي اعتزازه بالميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في قطر عام 2006 قائلا " لقد كان الإنجاز الاول على الصعيد الآسيوي بالنسبة للمصارعة الأردنية ، كنت فخورا بأن أكون صاحب هذا الانجاز وما زالت صدى العناوين الصحفيه لها وقع في نفسي حتى بعد مرور 10 سنوات !."
وبالحديث عن انجازات الشاب المعتزل فالحديث يطول مصبوغا" بالذهب والفضة ، فقد كان يأبى يحيى أن يترك أي مشاركة الا ويضع بصمته عليها فحقق من الانجازات مالا يذكر ، منها ذهبية الأندية الآسيوية عام 2008 في عمان وثلاث ميداليات في مختلف بطولات غرب آسيا وبطل العرب 10 مرات ناهيك عن ترشحه بجائزة السوسنة السوداء لأفضل رياضي في الأردن أعوام 2006 و 2007 و 2010 . بالاضافة الى أنه الرياضي الأردني الوحيد الذي أحرز ميداليات في ثلاث دورات عربية على التوالي كان أولها في الدورة العربية دورة الحسين ، ودورة مصر ومن ثم قطر.
وعندا تحدث عن اعتزاله والذي قرره يحيى بعد مسيرة دامت لأكثر من 25 سنة ، بدأ الكلام يأخذه الغصة ، وبدى على بطلنا ملامح الحزن ، فالحبيب لا يسهل أن يفارق حبيبه وقال " لم يكن قراري هذا سهلا ، فأنا أنتشل من قلبي بعض الحياة ، لطالما كانت المصارعة هي حياتي ولكنني أرى بأن الوقت قد حان."
وعن أسباب الاعتزال أوضح أبو طبيخ أن حاجة الاتحاد الأردني لخبراته في دعم قطاع الناشئين كان سببا في اعتزاله ليستفيد من خبرته الأجيال الصغيرة ، ناهيك عن فارق المستوى في الزميل الذي يتدرب معه يحيى " لقد أحسست بحاجة هذا القاعدة الناشئة الي ، كما أنني أود أن أصلح ما أخطأت به في الماضي في هذه الأجيال ، وأنا سعيد لأنني سأبقى في مجال المصارعة وسأحارب بجيل قادر على التواجد في أولمبياد طوكيو 2020."
" المنحوس أولمبيا " أقرب ما يكون الى بطلنا الذي صال وجال على المستوى المحلي والاقليمي وحتى الآسيوي ، الا أن تواجده الأولمبي لم يكن ضمن مسيرته. وعند مراجعه ذكريات أبو طبيخ ، اتضح أن الحظ العاثر رافقه دائما قبيل التصفيات كان أكثرها يتلخص في مجمل الاصابات التي تعرض لها.
وعن طموحه في المستقبل ،أكد يحيى أنه يسعى الى ايجاد جيل من المصارعة قادر على التواجد الاولمبي رفقة المدرب الأوكراني الجديد رستم وقال " سأضع خبرتي في هذه الأجيال ، وسأحرض أن يعوضونني بتواجدهم في الأولمبياد المزعم اقامتها في طوكيو 2020. لطالما حلمت بالتواجد فيها ، سأكون سعيدا اذا ما صنعت هذا الانجاز كمدرب للفريق."
أبو طبيخ الذي مكث سنة يتدرب لوحده لعدم وجود زميل خصوصا بعد ابتعاد أقرانه من المصارعين عن اللعبة أكد على حاجة رياضة المصارعة الى امكانيات مادية كبيرة فخامة الأردني قوية ولكنها تحتاج الى صقل مؤكدا بذلك فوزه على أبطال العالم الذين يحظون بدعم منقطع النظير الا أن الحس الوطني كان الداعم له في مشاركاته الخارجية.
وعن أجمل لحظاته ، عاد المصارع أبو طبيخ في دفتر ذكرياته الى عام 2005 وتحديدا" في قيرغستان في بطولة العالم للمصارعة عندما واجه صاحب ذهبية بطولة العالم أنذاك وفاز عليه في مباراة كانت هي الأقوى بالنسبة ليحيى " لقد كانت مباراة مهمة وقوية ، وكانت بمثابة التحدي بالنسبة الي ، فهو بطل عالم . لقد فزت عليه وتأهلت للنهائي في ذلك الوقت، نعم انها من النزالات التي لن تنسى بالنسبة الي."
وعن تأثره بشخصية معينة أكد يحيى أن والده كان " الجندي المجهول " الذي وقف خلف كل انجازاته والذي كان يعول على قوة يحيى ، وأكد أن الجيل الذهبي الذي عاصره يحيى ونهض بالمصارعة الأردنية لن يكرر الا اذا توافرت في الأجيال القادمة حب اللعبة والالتزام. وعن مصارعه المفضل أكد بأن الروسي ألكسندر تارلين هو أسطورة المصارعة ، كيف لا وهو بطل العالم اثني عشرة مره وصاحب الذهبيات الأربع في دورة الالعاب الأولمبية.
وعن لحظاته الحزينة أكد يحيى أم ما تعرض له من عارض صحي في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في انشون عام 2014 أصابه بالحزن فقد استعد جيدا لهذه البطولة الا أن العارض الصحي حال دون ذلك وقال " نصحني الطبيب بعدم المشاركة وهي بطولة مهمة تأتي مره كل أربع سنوات ، وبالرغم من تراجع وضعي الصحي الا أنني شاركت ، كانت أوقات صعبة وحزينة فقد تحضرت للبطولة وتمنيت لو أنني أحرزت فيها انجازا آسيويا آخر."
يؤمن يحيى بمقولة "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" وهذا ما دعاه الى مواصلة مشواره ومواجهة أي تحدي تعرض له أثناء مسيرته الرياضة.
ومن منطلق التحفيز أكد أن كل ناشىء يجب عليه أن يكرس نفسه للرياضة والالتزام بالتمارين في أي وقت والأهم من ذلك هو حب اللعبة ، فمن وجهة نظر أبو طبيخ ان الابداع الرياضي يأتي من حب اللعبة .
وفي نهاية الحديث شكر أبو طبيخ كل من شاركه أفراحه ودعمه أثناء مسيرته الطويلة ، فأثنى على اللجنة التي تقف خلف كل رياضي وشكر الاتحاد الأردني للمصارعة ، بيته الثاني، وأصدقاءه مؤكدا" انه قد يكون قد اعتزل اللعب ولكنه لم ولن يعتزل المصارعة أبدا.